اليمنيون يُخلّدون الذكرى ال46 ليوم 17 يوليو: ميلاد مرحلة الاستقرار والتحول الوطني

يُخلّد اليمنيون اليوم الذكرى الـ46 ليوم السابع عشر من يوليو 1978، التاريخ الذي شكّل نقطة تحوّل في مسار الدولة اليمنية الحديثة، حين تم انتخاب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح رئيسًا للجمهورية من قِبل مجلس الشعب، إيذانًا بانتهاء مرحلة الفوضى والانقلابات العسكرية، وبداية مسار جديد نحو بناء مؤسسات الدولة واستقرار النظام الجمهوري.

عشية ذلك اليوم التاريخي، كانت اليمن تعاني من حالة تمزق سياسي وصراعات داخل الصف الجمهوري، حيث تباينت التوجهات الإيديولوجية بين مكوناته، وتحولت الخلافات إلى صراعات دامية أضعفت الدولة وأفقدت النظام الجمهوري بوصلته. لم تكن هناك مؤسسات مستقرة أو إنجازات تنموية يمكن الاتكاء عليها، وبدت البلاد وكأنها في طريقها إلى الانهيار الكامل.

جاء انتخاب علي عبدالله صالح في مجلس الشعب كرئيس للجمهورية، ليضع حدًا لحالة الاضطراب السياسي والفراغ المؤسسي، ويشكّل أول انتقال سياسي منظم للسلطة بعد سنوات من الانقلابات والاغتيالات التي طالت رؤساء الجمهورية.

بدأ الرئيس صالح من اليوم الأول العمل على إعادة بناء الدولة وتوحيد الصف الجمهوري، مدشنًا مرحلة جديدة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وخلال العقود التالية، شهدت اليمن نموًا في التعليم والبنية التحتية والمؤسسات، وانطلقت مشاريع التنمية في مختلف المحافظات، ما عزز من حضور الدولة ومكانتها.

ويرى مراقبون أن أبرز ما تحقق منذ 17 يوليو 1978 هو ترسيخ مفاهيم الدولة الوطنية الحديثة، وتحويل السلطة من إرث سلالي أو إقطاعي إلى مؤسسة جمهورية يستمد شرعيتها من الشعب. ونجح صالح خلال 33 عامًا من الحكم في تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وقيادة اليمن نحو مرحلة الوحدة عام 1990.

 

وتأتي الذكرى الـ46 هذا العام، في ظل ما تشهده اليمن من انهيار سياسي واقتصادي وأمني، بدأ مع نكبة 11 فبراير 2011، وتعمّق بعد الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014، حيث استولت الجماعات المسلحة على مؤسسات الدولة، ودفعت بالبلاد إلى دوامة الحرب والفوضى والتفكك.

يؤكد مواطنون وسياسيون أن تخليد هذه الذكرى ليس مجرد حنين للماضي، بل تأكيد على أهمية استلهام التجربة في بناء الدولة، وتجاوز الانقسامات، واستعادة مسار الجمهورية على أسس وطنية راسخة. ويشددون على أن يوم 17 يوليو سيظل علامة مضيئة في تاريخ اليمن الحديث، وميلادًا لمرحلة الاستقرار والتحول الوطني التي ما زال اليمنيون يتطلعون لاستعادتها.