هجوم مصري لاذع على "الكابينت" الإسرائيلي وقراره "الأرعن"
شن خبير شؤون الأمن القومي المصري، الكاتب محمد مخلوف، هجوما لاذعا على الحكومة الأمنية الإسرائيلية بسبب موافقتها على اقتراح نتنياهو باحتلال مدينة غزة، واصفا القرار بـ "الأرعن".
وقال الكاتب الصحفي المصري إن القرار الإسرائيلي ليس له بعد أمني أو عسكري حقيقي، وإنما يمثل هدفا سياسيا بحتا لنتنياهو لتحقيق مآربه الشخصية، على حساب الأمن القومي الإسرائيلي، موضحا أن إخراج حماس من غزة بالقوة دون خطة بديلة للحكم تقودها السلطة الفلسطينية قد يفتح المجال أمام فوضى سياسية وأمنية، وربما صعود جماعات أكثر تطرفا، وتجارب العراق وأفغانستان خير دليل.
وأوضح مخلوف في تصريحات خاصة لـ RT Arabic أن الخطة التي وافق عليها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لفرض سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة تمثل انتقالا خطيرا في مسار الحرب، إذ تذهب أبعد من العمليات السابقة التي كانت محدودة في أهدافها ومناطقها، وأن الخطة تتحدى بشكل مباشر توصيات رئيس الأركان وقيادة الجيش، ما يعكس انقساما داخلياً في مؤسسات الأمن الإسرائيلية حول مدى واقعية واستدامة هذا النهج.
وأشار مخلوف إلى أن أحد أخطر الجوانب هو اعتماد الخطة على إجلاء قسري لعشرات الآلاف من الفلسطينيين من مناطق القتال الجديدة، ما يعني عمليا إعادة إنتاج موجات نزوح جماعي في ظروف إنسانية أسوأ، محذرا من أن هذا السيناريو سيفاقم الأزمة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.
واعتبر مخلوف أن حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس تمثل عامل ضغط داخلي قوي على الحكومة الإسرائيلية، موضحا أنه على الشعب الإسرائيلي أن يتحرك ويخرج إلى الشوارع والميادين ليرفض هذه الخطة التي يعمل نتنياهو من خلالها على تحقيق أهدافه الشخصية، ولا يكترث بحياة الأسرى الإسرائيليين، فأي عملية عسكرية واسعة ستؤدي إلى مقتلهم سواء بنيران إسرائيلية أو بإعدامهم من قبل حماس، حال استشعارها بقرب وصول الاحتلال إليهم.
وأشار إلى أن إقرار هذه "الخطة الشيطانية" سيزيد من عزلة إسرائيل دبلوماسيا، مناشدا الدول التي ترسل مساعدات عسكرية وأسلحة إلى تل أبيب بسرعة تعليقها، لأنها ستصبح شريكة في قتل الشعب الفلسطيني الأعزل، والتاريخ لن يرحم هذه الدول وحكامها، مؤكدا على أنه لا أمن ولا استقرار ستنعم به إسرائيل والمنطقة إلا من خلال تجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن إطالة أمد الحرب من خلال خطة السيطرة الكاملة ستؤدي إلى إعادة تشكيل البيئة الإقليمية، مع احتمال زيادة التنسيق بين حركات المقاومة في غزة والضفة ولبنان وربما جبهات أخرى، ما يضع إسرائيل أمام تحدٍ أمني مستدام.
واختتم محمد مخلوف تصريحاته، داعياً المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن وجميع الأطراف المعنية، إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم السياسية والقانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف سياسة العربدة وغطرسة القوة التي تنتهجها إسرائيل والتي تهدف إلى فرض أمر واقع بالقوة، وتقويض فرص تحقيق السلام، والقضاء على آفاق حل الدولتين.